على مر العصور، كانت بساتين النخيل الخضراء الخصيبة مصدراً مهماً للغذاء والماء دوماً. وكان يأتي إليها الكثيرون خلال فترة الصيف هرباً من درجة الحرارة ونسبة الرطوبة العالية.

وكان أهل هذه المنطقة يعيشون في بيوت من الطوب اللّبن وأكواخ من عسف النخيل “عريش”، في حين كانت تفضل أسر الشيوخ من السكان المحليين السكن في منازل حجرية. كان برج الحديبة جزءاً من ذلك المجمع الأكبر الذي دُمرت بناياته منذ فترة طويلة.

وتحتوي بناياته الحجرية الفخمة على غرفة معيشة وغرفة استقبال، كما أنها كانت تُستخدم للأغراض الدفاعية للمجمع بأكمله.

يشمل البرج الأوسط غرفةً ملحقةً بجداره الشرقي،  ويؤدي الدَرَج إلى غرفة الاستقبال في الطابق الأول حيث كان يستقبل الشيخ زائريه.

أما المنصة المفتوحة على السطح فكانت محاطة بسور حماية يحتوي على فتحات من أعلى ومن أسفل تُستخدم للدفاع عن المجمع. كما ساهمت نقاط المراقبة وفتحات الروشن (الكوّات السفلية) الملحقة بسور المنصة السطحية في تعزيز تحصيناته.

وأُلحِق فيما بعد مبنى آخر بالجدار الشرقي، استُخدم الطابق الأرضي منه كمخزن، فيما اشتمل الطابق الأول على غرفة معيشة وحمّام، ويمكن الوصول إليه من خلال المجلس. وتمتد شرفة بطول واجهة البنايتين، موفرةً بعض الظل لما أسفلها، واستُخدم سطح البناية كخلوة مفتوحة للراحة أثناء ليالي الصيف الحارة، ويمكن الوصول إليه من المجلس ومن غرفة المعيشة. ومنذ سنوات قليلة، رُمّم البرج الأكبر للمُجمع والمسجد والبنايات السكنية.